- المنظمة المصرية تطالب المجتمع الدولي والحكومة الإيطالية بإجلاء مصير المصريين المختفين قسريًا
مئات الآلاف من الضحايا الذين اختفوا وما زالوا يختفون كل يوم في مناطق مختلفة من العالم جراء هذه الجريمة التي تمتهن كرامة الإنسان، وتنتهك أبسط حقوقه المتعارف عليها دوليا، دون تفريق بين الجنس أو اللون أو الدين أو الهوية ، فالواقفون خلف هذه الجريمة لا يعبهون بهذا، ولا يفرقون بين ضحاياهم، ليس هناك مأمن لأحد من تلك الجرائم التي تسلب الإنسان كرامته وحياته.
وليس بإمكاننا أن نحدد بدقة من هم أولئك الذين يقفون في الظل متخفين خلف تلك الجرائم، فللاختفاء القسري أبعاد مختلفة، فتارة بغرض السرقة والاغتصاب والقتل وتارة أخري لأسباب سياسية، وفي كل الحالات فان الحكومات مسئولة عن حماية المواطنين والأجانب على أراضيها.
هذا ويُعرف الاختفاء القسري، طبقا للمادة الثانية من الاتفاقية الدولية، بأنه “الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون”.
ما تنص الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري في المادة الثانية منه علي أنه “لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري”.
كما تنص المادة الثانية عشر منها علي أن” تكفل كل دولة طرف لمن يدعي أن شخصا ما وقع ضحية اختفاء قسري حق إبلاغ السلطات المختصة بالوقائع وتقوم هذه السلطات ببحث الادعاء بحثا سريعا ونزيها وتجري عند اللزوم ودون تأخير تحقيقا متعمقا ونزيها. وتتخذ تدابير ملائمة عند الاقتضاء لضمان حماية الشاكي والشهود وأقارب الشخص المختفي والمدافعين عنهم، فضلا عن المشتركين في التحقيق، من أي سوء معاملة أو ترهيب بسبب الشكوى المقدمة أو أية شهادة يدلى بها”.
وإذ تدرك المنظمة المصرية لحقوق الإنسان شدة خطورة الاختفاء القسري الذي يشكل جريمة ويشكل، في ظروف معينة يحددها القانون الدولي، جريمة ضد الإنسانية، فإنها تطالب السلطات الإيطالية بالتعاون مع الحكومة المصرية من أجل إجلاء مصير المصرين المختفين قسريًا.
“ذهب ولم يعد” مأساة المصريين المختفين قسريا في إيطاليا:
عانا كثيرًا من المصريين الذين ذهبوا في رحلة للاعودة إلى الأراضي الإيطالية ولم يكونوا يعلموا أن مصيرهم وحياتهم وأحلامهم ستتحطم على الأرض الإيطالية وتحت رقابة الحكومة الأوروبية التي كانت ومازالت لا تكف عن التغني بحقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالدول النامية، وما أن يمس الأمر هذه الدول والمتواجدين علي أراضيها، فلا نسمع لها صوتًا ولا همسًا ينادي بتلك المبادئ الإنسانية غير الممزوجة بنغمة المصالح والسياسة.
علي الأراضي الإيطالية أختفي العديد من المصريين الباحثين عن عمل وعن تحسين مستوى حياتهم ، لكنهم وسط تلك الأحلام اختفوا واختفت معهم أحلامهم الصغيرة، وتركوا من خلفهم أقارب وأصدقاء وأهل وأسر تعاني الويلات والألم تجاه أولئك الذين ذهبوا ولم يعودا.
إلا أن السلطات الإيطالية لم تتحدث عن الأمر، ولم تحرك ساكنًا أو تبدِ اهتمامًا إزاء هذه الحالات، للوقوف على تفاصيل الوفاة أو الاختفاء على الرغم من تواصل القنصلية المصرية معهم حول هذا الشأن.
مصريين مُختفين قسريًا:
قدر رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بعض المصرين الذين اختفوا قسريا علي الأراضي الإيطالية علي مدار السنوات القليلة الماضية والذين لم يتم أجلاء مصيرهم حتي اليوم.
- مانا عبد الرحمن، 49 سنة، تاريخ الاختفاء 25 أبريل 2009، وكان يعيش مع بعض أصدقائه في مستشفى مهجور في روما، في سالاريا، ندد ابنه البالغ من العمر عشرين عاما والذي يعيش مع والدته وشقيقه الأصغر في سزي رومانوا، باختفائه.
- أحمد عبد الفتاح، 15 عاما وقت الاختفاء في 12 سبتمبر 2014، حيث غادر مصر في 6 سبتمبر 2014 مع رفاقه على متن قارب متجه إلى إيطاليا وفي 12 سبتمبر انهار القارب وأنقذته سفينة البحرية الإيطالية سان جوستو التي نقلت جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها إلى ميناء تارانتو، هنا غادر أحمد مع قاصرين آخرين مركز الاستقبال التابع لجمعية سالم وحتى الان لا توجد أي معلومة بشأنه.
- عبده إبراهيم عقل، 61 عاما وقت الوفاة، تاريخ الإختفاء 2 أغسطس 2017، ويعرف باسم مجدي، يعيش في ميلانو حيث يعمل سائقا في شركة نقل، في صباح يوم 2 أغسطس الساحة 6 صباحا، غادر المنزل متوجها إلى عمله ومنذ ذلك الحين لم يره أحد بعد أن دخلت الشرطة شقته وجدت كل شيء على ما يرام تاركا جواز سفره وتصريح إقامته وكروت الصرف الآلي في المنزل.
- عمرو إبراهيم الصباغ 26 عاما، في ميلانو التي وصل إليها عام 2008 لقضاء إجازة وعاش في منزل شقيقه وبعض معارفه عندما عاد شقيقه من مصر إلى ميلانو، بعد العطلة الصيفية، لم يعثر عليه أبدا.
- مدحت فرج، 29 عاما وقت الاختفاء في 10 يناير 2008، وهو مهاجر مصري بدون تصريح إقامة جاء إلى إيطاليا تاركا زوجته وأطفاله في مصر، عمل لفترة قصيرة في شركة تنظيف في ميلانو وبعد ذلك أصبح عاطلا عن العمل، ذهب للنوم في سيارة مهجورة ولم يعرف أحد أي أخبار عنه.
- عادل معوض عبد الخالق هيكل، من مواليد 1963م، طباخ، يقيم بشبرا ملس مركز زفتى بمحافظة الغربية، كان يعمل طباخا بأحد المطاعم في أحد المطاعم في إيطاليا منذ حوالي، 15 عاما، وخلال زيارة زوجته وأولاده له بإيطاليا في مارس 2016 أختفى المذكور في ظروف غامضة، وقام نجله بإبلاغ الشرطة الإيطالية، علما بأنه قد سبق هذا الاختفاء قيام المذكور بإقامة دعوى قضائية ضد مالكة المطعم الذي كان يعمل به، وعند اضطلاع السلطات الإيطالية بالتحقيق في الواقعة لم تعثر عليه حتى الآن.
- هو عبد الغني موسى راضي شلالا، 26 عاما، الذي اختفي في تورينو في 13 أبريل عام 2013.

هذا وقد رصدت المنظمة المصرية مطالبة الأهالي لوزارة الخارجية بالكشف عن مصير زويهم المختفين قسريًا في إيطاليا، فيما أكدت وزارة الخارجية من جانبها أنها ستبذل كل الجهود من أجل أجلاء مصير المصريين المختلفين قسريًا.
فيما تأكد المنظمة علي ضرورة امتثال الحكومات للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تجرم الاختفاء القسري وأن تبذ من جابها كل الجهود الممكنة والتعاون الممكن للكشف عن مصير المختفين قسريًا.