في تكتيك انتخابي جديد من نوعه دفع الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ، بمرشحين قويين شعبيًا في دائرة العمرانية والطالبية بمحافظة الجيزة، لمواجهة مرشحين عن الدائرة نفسها مدعومين من تحالف حزبي مستقبل وطن والشعب الجمهوري.
الصراع قد يبدو غير متكافئ بسبب ثقل مستقبل وطن وحجم الدعم الشعبي والمالي للحزب بشكل عام، إلا ان هذه الدائرة سيطر الحزب على نصفها قبل أن يعيد قانون تقسيم الدوائر ترسيمها من جديد، ترسيمها لتصبح دائرة واحدة واسعة وصعبة على أى مرشح لذلك لجأت الأحزاب الطامحة في تحقيق مكاسب حقيقية في الدخول فيها بقوة من خلال مرشحين لهم تاريخ شعبي وكذلك باعتماد خطوات مدروسة وأولها التركيز على نقط ضعف الخصم وهذا ما يفعله كلًا من النائب محمد فؤاد عضو مجلس النواب عن العمرانية وزميله في الحزب المصري الديمقراطي علاء شلتوت الذي يتمتع مثل “فؤاد” بقدر كبير من الشعبية في دائرة الطالبية، ما يجعلهما يتصديان انتخابيًا بحسم لمرشحي حزب مستقبل وطن،.
في المقابل يعاني مرشحا حزب مستقبل وطن من تراجع أسهمها شعبيًا بسبب عدم تواجد النائب محمد على عبد الحميد الذي أطلق عليه محبوه لقب أكاديمي وهو “الدكتور” رغم تركز عمله في قطاع المقاولات وحصوله على مؤهل تقليدي، بينما زميله في الحزب والذي يقول مقربون من الرجلين أنه ذراعه اليمين والذي أصبح الأن المرشح المعاون له في الدائرة في انتخابات مجلس النواب 2020.
ويقف الحزب الكبير عاجزًا أمام رغبة الشارع التى ترفض ولو بشكل جزئي استمرار محمد على عبد الحميد على مقعد نائب دائرتهم كما ترفض مرشح حزب الشعب الجمهوري أحمد عاشور الذي لا يتمتع بأي قدر من الشعبية كما أنه يروج أنه مرشح الشباب بينما عمره تجاوز عمر الشباب بقليل.

استراتيجية كلا الحزبين في هذه الدائرة الكثيفة بالسكان والكثيفة بالمشكلات والتى كان أخرها وأكثرها إثارة للرأي العام في مصر هو بناء محور الملك سلمان أو ما يسمي بمحور ترعة الزمر مخترقًا عمارات سكنية بشكل عشوائي دون مراعاة للأبعاد الاجتماعي والاقتصادية للأسر المقيمة في هذه المنطقة، وهو الحدث الذي زاد من أسهم محمد فؤاد وزميله علاء شلتوت رغم عدم إعلان اتحادهما وقتها، لكن كلا الرجلين عمل على حدي.
بينما ظل الرجلين المنافسين في حالة صمت وتمتمه على أحوال المواطنين دون أن يحركا ساكنًا رغم انتمائهما لأكبر حزب في مصر وهو ما يعطيهما حرية وقة حركة لا تتوافر لغيرهما لكنهما لم يتمتعتا بالقدر الكافي من الذكاء السياسي والحنكة التى تمنحان لهما سرعة وحكمة في التصرف حتي وإن كان هدفهما كسب ود الناخبين مستقبلًا.
وبالعودة للوراء 5 سنوات نجد من احصائيات أعداد الناخبين في الجولة الأولي والثانية ترجح كفة محمد فؤاد في العمرانية وعلاء شلتوت في الطالبية، ما يجعل تحالفهما الأقرب لحسم المعركة الانتخابية القادمة والفوز بمقعدي الدائرة، بينما يتعلق كلا من المقاول محمد على عبد الحميد ومساعده أحمد عاشور، بفرص أقل للفوز وفقًا للأحوال الطبيعية حتي وإن امتدت المعركة الانتخابية للجولة الثانية بين شلتوت ومحمد على.
وقد لا ينجد رجلي مستقبل وطن سوي التدخل الكبير لدعمهما شعبيًا من خلال استراتيجية اللحظات الأخيرة في اللجان الانتخابية، وهي استراتيجية الطوارئ التى عادة ما يستخدمها السياسيين من سنوات بعيدة لحسم المعركة بالضربة القاضية حتي وإن أحرزت بعض المخالفات غير المنطقية في طريقة التنفيذ متجاهلة رد الفعل.