قال رامي محسن، مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، أن الهيئة الوطنية للانتخابات بإعلانها نتائج المرحلة الاولي بانتخابات مجلس النواب 2020، قد أسدلت الستار عن الانتخابات فى 14 محافظة، وباستقراء النتائج التى أعلنت عنها الهيئة نستنتج عدة الملاحظات منها، ان نسبة التصويت الباطلة لافتة للنظر حيث أن الوطنية للانتخابات قد أعلنت أن عدد المقيدين في قاعدة البيانات بالمرحلة الأولى 31 مليون و 719 ألف و 224 ناخبًا، فيما قد بلغ عدد الحاضرين 9 ملايين و 69 ألف 728ناخب، بنسبة حضور بلغت 28.6 ٪.
وتابع مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، أنه رغم ما قام به حزب مستقبل وطن وكذا الشعب الجمهورى وبعض الأحزاب الأخرى التى تنافس فى الانتخابات، من حشد للمواطنين وحملات توعية وكذا لافتات، إلا أنها فشلت فى استمالة الناخبين للنزول والتصويت.
وذكر أن نسبة الـ28.6 ٪ هي قليلة للغاية، ولا تتناسب مع حجم ما انفق على اليافطات أو الأفلام الدعائية، أو حتى ما انفق على يومي التصويت، فكلنا لاحظنا حجم الإنفاق الكبير، ولاحظنا محاولات الحشد من جانب الأحزاب الكبيرة صاحبة الترشيحات الكثيرة، لكنها فشلت فى الوصول الى الناخب واستمالته للنزول والتصويت.
وأضاف محسن، أن نسبة الأصوات الباطلة لها مدلول غاية فى الخطورة، فقد أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أن نسبة الأصوات الصحيحة في المقاعد الفردي، 8 ملايين و 38 ألف و209، وبلغت الأصوات الباطلة في الفردي مليون و5الاف و689 صوتاً، فيما بلغت نسبة الأصوات الصحيحة بنظام القائمة، 7 ملايين و 300 ألف صوتا، ومليون و769 و702 صوت باطل، وهذه نسبة مرتفعة للغاية، ولنا هنا ملاحظتان على الأصوات الباطلة
واشار إلي ان الملاحظة الأولى أن الأصوات الباطلة فى القوائم أعلى من الأصوات الباطلة فى الفردى باجمالى 764 ألف صوت، اى ان بطلان القوائم اعلى من الفردى، وهذا على غير المتوقع، فكلنا كنا نعتقد ان بطلان الفردى من المفترض أن يكون الأكثر ربما نتاج تغير أعداد الفردى عن الانتخابات السابقة، ولحداثة قانون الدوائر الانتخابية، لكن حينما نجد ان البطلان فى القوائم الانتخابية أعلى فهذا له دلالة مرتبطة بالملاحظة الثانية.
وأفاد محسن، أن الأصوات الباطلة تجاوزت المليون صوت تقريبا (فردى وقائمة)، من 10 مليون صوت تقريبا من نزل للتصويت، اى أن إبطال الصوت هنا كان بشكل متعمدا وليس بالصدفة.
وأوضح مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، إن ذلك قد يرجع الي التصويت العقابى، وهنا نقصد به أن الناخب المصرى أبطل الصوت نتاج عدم اقتناعه بالمرشح، أو نتاج عدم اهتمامه بالعملية الانتخابية فى مجملها، أو حتى نتاج الخوف من تكرار تجربة الحزب الوطنى فى انتخابات 2010 نتاج ظهور مرشحين “براشوت” على دوائر انتخابية ليسوا منتمين إليها، ولا حتى لهم بها مسكن، موضحًا أن بعض المرشحين استخدم سلاح “المحفزات المالية” لو جاز لنا التعبير، من أجل الحشد التصويتي، سواء كان المحفز مادى على هيئة نقود، أو هدايا أو كراتين أو سلع تموينية أو ما شابه.
وأكد محسن، إن ذلك ربما يكون هذا السبب هو السبب الأول، فالتوعية هى سلاح القضاء على بطلان الأصوات، فالمعادلة الانتخابية تقول، أن التوعية بالانتخابات تضمن اصواتا صحيحة، وبالتالى أن ارتفاع نسبة الأصوات الباطلة لابد وان يكون احد أسبابها الفشل فى التوعية، لافتاً الي ان والتوعية ليست مسؤولية المرشح فحسب، بل مسؤولية كافة أطراف العملية الانتخابية، وأيضا وسائل الإعلام، وأيضا الهيئة الوطنية للانتخابات، فمن الواضح أن وسائل التوعية لم تكن على القدر، ولم تصل الى الناخب، والدليل هو “ارتفاع نسبة الأصوات”






