قال الكاتب الصحفي وائل السمري، أن هنالك 12 ملاحظة عابرة على حوار السيدة انتصار السيسي والفنانة إسعاد يونس، أولهم أن إجراء حوار مع السيدة الأولى بعد 6 سنوات على حكم الرئيس على الفتاح السيسي يعد “خبطة صحفية” تحسب لقناة DMC وإسعاد يونس وفريق برنامجها
وتابع الكاتب الصحفي، إن توقيت إجراء الحوار والشكل العفوي والتلقائي الذي ظهر به كلام السيدة انتصار السيسي يدل على ذكاء بالغ .. فلا يخفى على أحد أن السيدة انتصار السيسي تتعرض كل يوم إلى وابل قذر من قنوات الإخوان ومن على شاكلتهم وقد ظهرت السيدة انتصار السيسي ببساطة وعفوية المصريين مما يقربها إلى الشعب المصري ويجعلها أقرب إلى البيوت المصرية ويجعل المصريين يشعرون بأنها “أخت لهم أو أم” وهذا في حد ذاته قادر على تكوين جبهة شعبية للدفاع عنها والنيل ممن يهاجمونها وإفقاد أي هجوم عليها أي مصداقية أو اعتبار
وأضاف السمري، خلال حديثه قائلاً” في اعتقادي أن السيدة انتصار السيسي في هذا الحوار ظهرت أقرب ما يكون إلى السيدة “تحية عبد الناصر” منها إلى جيهان السادات مثلا وهذا ظهر سواء في شكلها أو عفويتها وقربها للمصريين (الأم أو الأخت وليس الهانم)”
وأشار السمري، أن اختيار الديكور البسيط الشيك يدل على غير المائل للبهرجة ولا الإبهار يوحي بالثقة في النفس وتكثيف المجهود على الاهتمام بالمضمون لا الشكل وذات الأمر ينطبق على الملابس والميك أب
وذكر الكاتب الصحفي، أن اللقاء في حد ذاته يعتبر كنزا صحفيا لما أحتوى على صور نادرة للرئيس وأسرته وللسيدة انتصار وأسرتها لكني كنت أتمنى أن توضع أسماء من في هذه الصورة أو عناوين لها كما كنت أتمنى ألا يتضمن الحوار العديد من المشاهد الأرشيفة شديدة الشهرة وكثيفة التكرار في التليفزيونات للرئيس السيسي مثل مشاهد الرئيس مع ذوي الاحتياجات الخاصة أو حديثه للسيدة المصرية التي تدعو له، وكان من الممكن الاستعانة بمشاهد أخرى تضيف إلى الحوار وتثريه مثل أحاديثه عن الفن أو نزوله لاستقبال فاتن حمامة أو حديثه عن المرأة بشكل عام أو رغبته في أن يمارس الشعب كله الرياضة.
ولفت السمري، أنه في رصدها لعلاقة الحب بينها والرئيس عبد الفتاح السيسي ظهرت شخصية السيسي الحقيقية التي أظن أنها لا تخفى على أحد.. رجل حازم وجاد وفي ذات الوقت حنون ومسئول (مفيش شهر عسل ، بيحب التفاصيل والمتابعة والتواصل.. حنين على البنات وبيفسحهم وقد فسرت هذا التناقض بشكل غير مباشر فقد وضح أن الحزم والحنو صفتان ملازمتان للأب الذي يخاف على مستقبل أولاده (حنين عشان بيحب .. وحازم عشان بيخاف).
وأكد الكاتب الصحفي، أنه من خلال حديث السيدة انتصار السيسي ظهرت ما تتمتع به من أدب وذوق فلم تحدث الفنانة إسعاد يونس إلى بالقول “عايزة اقول لحضرتك”، منوهاً إلي أن أغلب الحديث كان منصبا على الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو ما حرمنا من معرفة تفاصيل أكثر عن حياة السيدة انتصار السيسي لكنك تستطيع أن ترسم صورة دقيقة لها من خلال حديثها عن زوجها وأسرتها وتستطيع أكثر أن تعرف مدى إدراكها لأهمية هذا الدور بحديثها المفتون بشخصية فاطمة تعلبة في رواية الوتد
وأفاد، أنه في عرضها لوصايا السيدة والدة الرئيس والسيدة والدتها ظهرت العديد من جوانب “الحرية المسئولة” التي تربت عليها الأسرة
وأشار السمري، إن أخلاق الطبقة الوسطى وسلوكياتها هي النموذج المهيمن بيت الرئيس وزوجته سواء في مشاهدة ليالي الحلمية أو الاستماع إلى محطة القرآن الكريم وسماع محطة أم كلثوم في البلكونة أو الحرص على الإتيان بشيخ لتحفيظ أطفال الأسرة القرآن الكريم أو في تكوين السفرة (الغداء رز وبطاطس والحلو كنافة وبسبوسة)
وأوضح الكاتب الصحفي، إن السيدة انتصار السيسي أبدت إدراكا لما وراء الثقافة من قيم وظهر هذا في التقاط فكرة أن الفن هو الذي كان يوحد الأمة المصرية في الاستماع إلى أغاني أم كلثوم التي كانت تأتي بداية من الساعة الخامسة مع أم كلثوم ثم بقية المطربين حتى العاشرة ثم أم كلثوم مرة أخرى في الحادية عشر (كنا في البيت بنسمعها وفي الشارع بنسمعها) وكذلك الأمر مع محطة القرآن الكريم صباحا في البيت والمحلات
واورد الكاتب الصحفي وائل السمري، إن السيدة انتصار السيسي، جاء في حديثها عن أهم الكتب التي أثرت فيها جاء حديثها واقعيا صادقا، فرصدت حينا الرسالة التي وصلتها من الكتاب كما في رواية الوتد ورصدت حينا شعورها وهي تقرأ كما قالت عن موسوعة سليم حسن “تاريخ مصر” ولم تنس الإشارة إلى ما استفادت به من الكتب والروايات التي كانت مقررة علينا في المدارس مثل الأيام طه حسين وعبقرية عمر وغيرها.. وهو حديث صادق يدل على أنها مهتمة بالقراءة عادة دون ادعاء أو تقعر