لجأ حزب مستقبل وطن للدفع بنائب رئيسه محمد أبو العينين البرلماني الشهير في انتخابات مجلس النواب القادمة ليكون مرشح الحزب علي مقعد الفردي لتحقيق العديد من المكاسب المالية والشعبية والبرلمانية، وذلك بعد أن كانت الاسترايتيجة الانتخابية طرحه كمرشح في القائمة الموحدة من أجل مصر ثم تغيرت ليكون مرشحًا للفردي ثم أمس الثلاثاء أُبلغ الرجل أنه سيكون مرشحًا بالقائمة ثم مساء اليوم الأربعاء أُبلغ بالقرار النهائي أنه سيكون مرشحًا على مقعد الفردي.
في البداية يعرف الجميع أن دائرة الجيزة هي دائرة النائب محمد أبو العينين منذ أكثر من 20 عاما وتواجده في الدائرة كنائب يعني استمرارا لمسيرته تحت قبة الغرفة الأولي للبرلمان ( مجلس الشعب سابقا- مجلس النواب حاليا) لذلك من مصلحته ومصلحة الحزب أن يحافظ أبو العينين علي مقعده في الجيزة.
كما أن ما يمكن أن يتكلفه من أمور مالية كمرشح علي القائمة الوطنية من أجل مصر سيمثل ضعف أو ثلاثة أمثال ما يمكن أن ينفقه علي مقعد الفردي خاصة وأنه شخصية شعبية معروفة وله مؤيدين كما أن جمعية أبو العينين الخيرية التي يتولى الإنفاق عليها والإشراف علي إدارتها منتشرة في مناطق الدائرة الانتخابية له وفي الجيزة.
كذلك فإن “أبوالعينين” لديه قدرة كبيرة على الحشد في الشارع وهو ما سيجعل قدومه على مقعد الفردي سهلًا بالمقارنة بأي شخصية ستترشح أمامه سواء من الحزب أو من خارجه، لأن الرجل يُسمي في الوسط السياسي بأنه “الأب الشرعي للجيزة”، نظرًا لتعمق جذوره السياسية والاستثمارية فيها منذ قرابة 40 عامًا.
أيضًا سيجني محمد أبو العينين مكسبًا ثالثاً وهو اكتسابه لشرعية سياسية أكبر عندما يخوض انتخابات حقيقية كمرشح فردي يُثبت خلالها أنه سياسي له قدرات مميزة كما هو الحال بالفعل، ويكتسب حصانته وصفته البرلمانية من الشارع قبل أن يستلم كارنيه مجلس النواب مثل العديد من النواب الذين يترشحون على القوائم الانتخابية، وهو مبدأ سياسي مُتعارف عليه إذ يلجأ المرشحون الراغبين في المرور إلى بوابة البرلمان بسلام أو من يُتخوف عليهم من قلة شعبيتهم أو قوة منافسيهم على مقعد الفردي، بالانضمام إلى القائمة التى هي بالفعل ملاذ آمن من الصراعات الانتخابية والحروب التى تتبع الترشح، حتى أنه جري العُرف أن من يّكر اسمه في القائمة يتم تهنئته بالكرسي البرلماني حتى من قبل الانتخابات.
وخوض “أبوالعينين” لهذه المنافسة سيثبت للجميع وأولهم خصومه السياسيين أنه قادر على الحشد ليس في انتخابات الإعادة كما فعل منذ عدة أشهر بعد وفاة النائب محمد بدوي دسوقي، بل إنه يُعيد أمجاد ما قبل 25 يناير 2011، بأن يُثبت أن شعبيته لا تتأثر سلبًا بمرور الزمن بل تزداد كما يزداد التعداد السكاني وربما بنسب أكبر وهو ما يُسمي بـ”تضخيم العضلات السياسية”.
وأخيرًا، احتفاظ محمد أبو العينين بمقعد الفردي في انتخابات مجلس النواب القادمة، سيجعل هذا الكرسي مرتبطًا ذهنيًا باسم الرجل وأسرته من بعده وهي أمور تدركها الكثير من العائلات في الصعيد بسبب تحكم العصبيات والقبليات في حسم الصراعات الانتخابية.