في عالم السياسة هناك مقولة تؤكد أن كل شئ جائز الحدوث، فربما تجد فصيلين متنافسين يتحدان، وربما تجد مصالحات بعد سنوات من القتال، لكن الغريب اليوم في انتخابات مجلس الشيوخ أن تجد تناقضا عجيبا في الدعاية الانتخابية للمرشحين.
ما يدعوا للتعجب أن قيادات مثل إرادة جيل وهما رجل الأعمال تيسير مطر مؤسس ورئيس الحزب، ونجله محمد الأمين العام للحزب وعضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والتي رشحت بدورها ضمن قائمة مرشحي مجلس النواب القادم.
ترشيح محمد تيسير مطر في القائمة الوطنية لمجلس النواب، أي أنه يضمن فوزه بمقعد في المجلس، جعله يقوم بحملة دعائية في مسقط رأسه ودائرة والده الانتخابية مصر القديمة والمعادي ، القائمة الوطنية “من أجل مصر” التي تخوض انتخابات مجلس الشيوخ الحالية، رغم عدم الدفع بأي من أعضاء حزبه كمرشحين في هذه القائمة، وذلك رغم عقد والده تيسير مطر رئيس الحزب جلسة مع المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس حزب مستقبل وطن والمهندس أشرف رشاد نائب رئيس حزب مستقبل وطن، في إطار الاتفاقات التي سبقت الإعلان عن أسماء مرشحي القائمة الوطنية والتي خلت من مرشحي لحزب إرادة جيل، ما دفع بالكثير ن التساؤلات حول علاقة ترشح محمد تيسير في قائمة مجلس النواب في مقابل الصمت عن الخصول علي دور ولو ضئيل تحت قبة مجلس الشيوخ.
وكان لدي حزب إرادة جيل فرصة ذهبية وهو الدفع بعدد ولو محدود من المرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ علي مقاعد الفردي.
ومن لا يعرف فإن حزب إرادة جيل هو حزب ناشئ ليس له قواعد جماهيرية واسعة بل لديه قواعد محدودة في بعض الأحياء القديمة في القاهرة ويعمل علي الحصول علي مساحة في الحياة السياسية منذ نشأته، وهو حزب يدفع بالكثير من الدعم المادي في الشارع في المناطق المنتشر فيها من أجل دعم أجندة الدولة الوطنية ومكافحة الإرهاب وتقديم السلع المدعمة والمجانية لدعم محدودي الدخل، لكن لم يحصل علي مساحة حقيقية داخل المؤسسات التشريعية في مصر حتي الان رغم دعوة تيسير مطر رئيس الحزب لأخذ رأيه في التعديلات الدستورية تحت قبة مجلس النواب بصفته الحزبية ذلك خلال جلسات الاستماع التي نظمها المجلس.
جدير بالذكر أن المهندس تيسير مطر عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل، وهو رئيس مجلس ادارة النادي المصري القاهري بالفسطاط.