الدكتور محمد عبد المجيد الأشهب، عضو مجلس النواب المستقيل، ومرشح مستقل لمجلس الشيوخ في محافظة القليوبية، ورمزه الانتخابي العقرب، ليست هذه القصة، بل إن “الأشهب” كان نائبًا ليس سياسيًا أى أنه ليس من أصحاب المواقف السياسية التي يُشهد لها، بل هو نائب خدمات فقط.
وتخصص “الأشهب” في انتخابات مجلس النواب عام 2015 وحتي يومنا هذا بتقديم الخدمات في القطاعي الطبي والصحي، رغم أن خلفيته العلمية دراسة بكالوريوس كلية التجارة جامعة عين شمس، ومن ثم حصل على الماجستير في الاقتصاد تبعه بالحصول علي درجة الدكتوراة في مجال تخصصه العلمي، لذلك يربط الكثير من أهالى دائرته البسطاء الطيبين تقديمه للخدمات الصحية والطبية بحصوله على الدكتوراة رغم أنها في مجال مختلف تمامًا، إلا أن “الأشهب” استطاع ان يربط اسمه بهذا النوع من الخدمات تحديدًا من خلال علاقته بالمسئولين في هذا القطاع وعلى رأسهم طليقته هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، التى لم تنفي ولم تصرح بأنها تقدم له خدمات وأنه يُعامل مثل أى نائب في مجلس النواب يتقدم للمكتب السياسي في الوزارة للحصول على تأشيرة الوزير المختص من أجل إنهاء طلبات المواطنين العالقة.
وفي أواخر شهر يونيو الماضي، انتشر فيديو للنائب البرلماني محمد الأشهب، وهو أمام حشد من الأهالى في ابن قرية أسنيت بمركز كفر شكر في محافظة القليوبية، وهو يجمع منهم طلبات ، وكان الملفت ان مجلس الوزراء منع كافة التجمعات بسبب ذورة انتشار فيروس كورونا المستجد بينما “الأشهب” والأهالى كان في حشد يتجاوز العشرات ومتقاربين نسبيًا مع بعضهم البعض، كما أنهم لم يكونوا يرتدون كمامات طبية.
وبعد انتشار الفيديو، أطلق محمد الأشهب، طليق وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، تصريحات صحفية قال فيها إن تجمع المواطنين أمام منزله بكفر شكر، كان بسبب طلب الأهالي تقديم طلبات الالتحاق بمدارس التمريض والحصول على تزكية من الوزيرة، موضحًا أن أبناء المركز والمدينة يلتقون معه أسبوعيًا، لتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم سواء في دخول أبنائهم مدارس التمريض أو توفير أماكن لمرضاهم بمستشفيات القليوبية، خاصة أثناء فترة جائحة كورونا، مضيفًا أنه لا يألوا جهدًا في تلبية خدماتهم سواء في قطاع الصحة أو القطاعات الأخرى دون النظر إلى الترشح لانتخابات النواب من عدمه.
جدير بالذكر ان الأشهب يقدم خدمات لناخبيه هى عبارة عن خدمات لها علاقة بالقطاع الطبي والصحي مثل طلبات علاج أو عمليات جراحية أو إدخال المواطنين العناية المركزة في حالة مرضهم.
ورغم أن علاقته بطليقته وزيرة الصحة انتهت أسريًا بخلاف ما يربطها ببعضهما البعض وهو نجلهما سيف الذي رزق بحفيدة منذ أشهر قليلة، إلا أن النائب شهيب أغلب الخدمات التى يقدمها لناخبيه تقع في اختصاص سلطات طليقته وهو ما يدعوا للتساؤل حول تدخل الحكومة في دعم بعض المرشحين في انتخابات مجلس الشيوخ.
وعاد الأشهب للظهور مجددًا لكن هذه المرة يتجول في مستشفي “برشوم” في دائرته الانتخابية لإيصال رسائل طمئنة للناخبين قبل أيام قليلة من إنطلاق عملية التصويت في انتخابات مجلس الشيوخ، ما دفع من جديد بالتساؤلات حول دور طليقته وزيرة الصحة بما يقوم به من جولات انتخابية؟، وهل بذلك تقوم هالة زايد بصفتها وزيرة لصحة المصريين باستغلال سلطتها لتقديم خدمت مدعمة لوالد ابنها؟، وهل يضغط محمد الأشهب على وزيرة الصحة من الجانب الأسري لتحقيق طموحاته السياسية أم أن هناك توافق بين المرشح لانتخابات مجلس الشيوخ وطليقته الوزيرة؟ وما حقيقة أنه قبل ان يقدم استقالته من مجلس لنواب للترشح لمجلس الشيوخ كان يقنع زملاءه النواب بعدم الهجوم عليها تحت قبة مجلس النواب؟
أسئلة كثيرة لا يمكن الجزم بإجاباتها قبل أن يرد علهيا كلا الطرفين، خاصة وأنهما شخصيات عامة ولديهما نفوذ لاتخاذ قرارات قد تؤثر في سير العملية الانتخابية في إحدي أكبر محافظات مصر تكدسًا بالسكان.